لندن – ليبانون بوست:

من يتربص بالتجربة التونسية الرائدة والرئيس… وما دخل الفيروس واللقاحات؟ لم نكد نصدق أن تونس انتصرت في 2011 على الحكم الديكتاتوري الذي كان يُحكم السيطرة على البلاد والعباد. فكل عربي مخلص شريف فرح بالذي حصل وتمنى ان تكون تونس رائدة في نهجها باتجاه الحكم الديمقراطي الصحي والسليم. ولكن للأسف ما يجري اليوم في تونس لا يطمئن. ويؤشر الى مآلات ليست سهلة إن لم نقل خطيرة من حيث التصارع على السلطة.

فتدخل لجهة عربية من هنا وتنظيم عالمي من جهة وأجندة إقليمية بأيادٍ تونسية من أخرى يوحي بأن هناك متربصين. وهدفهم إفشال التجربة الديمقراطية الوليدة في تونس. والتي إن نجحت ستغير الواقع الإقليمي والعربي بسبب ريادتها ونجاحها الأمر الذي يؤدي الى تبنيها كتجربة ناجحة.

ضجيج اللقاحات

بالأمس ضجت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأخبار عن وصول لقاحات الى تونس منذ تشرين الأول 2020 وأن الرئيس سعيد كان بشكل مباشر مسهلاً لها بدون أن يكون لأي من المروجين لهذا الخبر أي إثبات على الرئيس. واتهمت أبو ظبي بأنها وراء إيصال اللقاحات الى البلاد.

مروّج لهذا الخبر؟

يقال إنه أحد السفراء الخليجيين عبر أوساط داخل تونس أشاعت الخبر بقصد إحداث ضجيج حول اللقاحات وتبعات ذلك. وهنا يتبادر السؤال الجوهري: من هو المتضرر الأول من إشاعة هكذا أخبار؟

الجواب واضح الرئيس في المقدمة من المتضررين بحيث اتهم بأنه مرر اللقاحات لتصل الى تلقيح مجموعة من المسؤولين. وهنا الجوهر والاستنتاج: يريدون ضرب التجربة الرائدة والدخول عبر أشخاص نافذين او متخصصين بإحداث الضجيج وبالتالي ارباك المشهد التونسي وعدم تشكيل حكومة قوية ومتجانسة. وقد نرى مشهداً يشبهه الى حد ما في لبنان من حيث تصارع السياسيين بينما الشعب يئن تحت وطأة الجوع.

علماً بأن حكومة هشام المشيشي نفت علمها «بوصول هذه اللقاحات ولا بمصدرها ولا بمدى توفّرها على الشروط الصحية والقانونية الضرورية، ولا بمآلها. كما تعلم أنّ رئيس الحكومة أذن بفتح تحقيق فوري حول ملابسات دخول هذه التلاقيح وكيفية التصرّف بها وتوزيعها». وأن «إدارة عملية التلقيح تبقى من مسؤولية اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا…”. كما نفى العديد من رؤساء السلطات المختصة بأي علم بها.

موقف “النهضة”

قيس سعيد وؤاشد الغنوشي

من جهتها حركة النهضة تبدو وكأنها تروج أن الامارات تريد إرباك المشهد التونسي. وذلك من خلال ذر الرماد في العيون. نظراً للعلاقة المأزومة الدائمة بين بو ظبي وبين الاخوان أينما كانوا. وكذلك الخصومة والصراع مع تركيا اردوغان الذي لديه علاقات مميزة مع إخوان تونس.

ولكن يبقى الرئيس سعد المتضرر الأكبر بعد إصراره على عدم الموافقة على تعيين بعض الوزراء المحسوبين على جهات معينة. الأمر الذي أدى الى حالة استقطاب حاد في الشارع التونسي. حيث شهدت تونس ما يوحي بحالة استقطاب حاد في تونس التي تسير على خيط رفيع بين الثلاثي المتخاصم رئيس الحكومة وحركة النهضة والرئيس قيس سعيد. في وقت أصبحت البلاد بأمس الحاجة للوحدة الوطنية ومعالجة الملفات الاقتصادية و”الكورونية” المعقدة التي تتهددها.

من المستفيد؟

وكان الرئيس سعيد هاجم في كلمة له خلال زيارة قام بها اليوم لمحافظة القيروان (وسط)، من وصفهم بالمفلسين أخلاقياً. وقال عنهم: الذين تحركهم الحسابات السياسية. مضيفاً “تشاهدون اليوم كيف تظهر الأموال وتهدر في العاصمة. وكل مساء يتحدثون عن الإفلاس”. وتزامناً خرجت مظاهرة لحركة النهضة، كما نظم حزب العمال اليساري بقيادة أمينه العام وزعيمه حمة الهمامي مسيرة وسط العاصمة. وقال أحد قياديي الحزب إن هدف المسيرة “كنس المنظومة السياسية الحاكمة برمتها بعد إثبات فشلها لمدة 10 سنوات من الحكم”.

المتضرر الأول

عبير موسي

هنا نسأل: إذا تضرر الرئيس فمن الجهة التي تكسب من خلف ستار تضعه دولة خليجية لإبراز إحدى الشخصيات التي يتداول اسمها كثيراً في تونس يومياً؟ وفي الختام الكثير من المحللين يرون ان الجسم التونسي ليكون سليماً لا بد من الاتحاد بين الجميع في هذه المرحلة في وجه تدخلات عاتية وخطرة. جهات لا يهمها نجاح التجربة الديمقراطية بقدر ما يهمها الوصول الى حلقات نفوذ داخل تونس. ليتكرر بشكل أو بآخر السيناريو اللبناني في تأخير تشكيل الحكومة.

2 thoughts on “من يتربص بالتجربة التونسية الرائدة والرئيس… وما دخل الفيروس واللقاحات؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *