مظاهرات تونس

الحزب العمالي: هدفنا كنس المنظومة السياسية الحاكمة برمتها

تونس: في مشهد يوحي باستقطاب حاد في تونس التي تسير على خيط رفيع بين الثلاثي رئيس الحكومة وحركة النهضة والرئيس قيس سعيد. في وقت أصبحت البلاد بأمس الحاجة للوحدة الوطنية ومعالجة الملفات الاقتصادية و”الكورونية” المعقدة التي تتهددها.

سعيد: رسالة صارمة

وفي رسالة صارمة، هاجم الرئيس قيس سعيد في كلمة له، خلال زيارة قام بها اليوم لمحافظة القيروان (وسط)، من وصفهم بالمفلسين أخلاقياً. وقال عنهم: الذين تحركهم الحسابات السياسية. مضيفاً “تشاهدون اليوم كيف تظهر الأموال وتهدر في العاصمة. وكل مساء يتحدثون عن الإفلاس”. وتزامناً مع مظاهرة النهضة، نظم حزب العمال اليساري بقيادة أمينه العام وزعيمه حمة الهمامي مسيرة وسط العاصمة. وقال القيادي في الحزب وائل إن هدف المسيرة “كنس المنظومة السياسية الحاكمة برمتها بعد إثبات فشلها لمدة 10 سنوات من الحكم”.

عشرات الآلاف

فقد نظمت كل من حركة النهضة وحزب العمال اليساري المعارض مظاهرتين منفصلتين في قلب العاصمة تونس، في حين حذرت قيادات سياسية أخرى من تبعات تجييش الشارع التونسي  في المعارك السياسية التي سيكون التونسي العادي الخاسر الاكبر فيها وخصوصاً في زمن توجه البلاد جائحة كورونا. فقد تجمع عشرات الآلاف من أنصار حركة النهضة على طول شارع محمد الخامس الممتد إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس وقدر عدد المشاركين بنحو ربع مليون شخص أتوا من مختلف مناطق تونس.

استقطاب حاد

وجرت المظاهرة تحت شعار “الثبات والحفاظ على المؤسسات”، وشارك فيها قيادات بارز. مثل نور الدين البحيري وعماد الحمامي ويمينة الزغلامي. حيث خاطب راشد الغنوشي (رئيس الحركة) الجموع الحاضرة وسط إجراءات أمنية مشددة موجهاً رسائل سياسية لخصومه. ودعا الأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي إلى الالتحاق بالمسيرة التي تنظمها الحركة بدل التظاهر في شارع آخر قريب رفقة أنصاره. وتابع “لنا دولة تونسية واحدة ودستور واحد وحكومة وبرلمان، فلا تقسمونا. وكل المشاكل تحل بالحوار وليس بالافتراء والكراهية”. وشدد على أن حزبه لا يريد رحيل رئيس الحكومة ولا رحيل البرلمان ولا حتى رحيل رئيس الجمهورية. لكنه يدعو كل طرف للقيام بدوره ومهامه الموكلة إليه.

استنكار “عمالي”

واستنكر القيادي في حزب العمال خروج حزب حاكم في السلطة للتظاهر ضد الفقر والفوضى والدفاع عن استقرار المؤسسات. رغم أنه المتسبب فيها. وكان الهمامي اعتبر في كلمة له أمام أنصاره أن الأزمة السياسية في تونس تتفاقم بسبب تناحر أقطاب الحكم في البرلمان ورئاسة الجمهورية والقصبة على حساب مصالح الشعب. وأكد الرئيس التونسي سابقاً أنه لن يقبل بأي مقايضة في حق الشعب، أو تتعلق بسيادة البلاد.

وأكد محللون سياسيون أن تنظيم حركة الإخوان مسيرة تقول إنها لدعم الحكومة، هو محاولة لإضفاء شرعية على المشيشي في وجه الرئيس سعيد. وباتت باهتة بشدّة على حكومة هشام المشيشي. الذي حسب رأيهم لا يتردد في الانحناء للحركة الإخوانية.

تناقض النهضة

وفي تناقض واضح. حذرت قيادات سياسية من داخل حركة النهضة من مغبة تجييش الشارع. في الوقت الذي تعمل فيه على ايجاد استقطاب واسع في الشارع عبر التظاهر ضد الرئيس والاحزاب التي تدعمه. وتواصل حركة النهضة في تونس حشد أنصارها للنزول إلى الشارع والمشاركة بكثافة في مسيرة السبت، دعما -كما تقول- للحكومة وحماية للشرعية. في حين رفض حلفاؤها قلب تونس وائتلاف الكرامة المشاركة.

“ضرورة التظاهر”

وكان المتحدث باسم حركة النهضة التونسية فتحي العيادي قال إن حركة النهضة اضطرت للدعوة لمظاهرة السبت المقبل. وبررها بوجود علة بالمشهد السياسي التونسي. وتتمثل بعدم القبول بالحوار ومحاولة فرض الأمر الواقع من خلال الشارع. وبينما أكد اتحاد الشغل أن الرئيس التونسي يريد رحيل حكومة هشام المشيشي برمتها. جاء ذلك على لسان الامين العام لاتحاد الشغل وليس فقط الوزراء الذين تعلقت بهم شبهات فساد.

2 thoughts on “تونس: استقطاب حاد في الشارع بين الرئيس و”النهضة” ومعها المشيشي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *