لندن – جويس منصور:

لفتتني هذه الصورة وآلمتني…

يتداول اللبنانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الصور يومياً عن إنجازات لبنان في الماضي. لفتتني هذه الصورة عن إنجازات عهد وإدارة الرئيس كميل شمعون التي تستحق أن نقف عندها ونقدرها. وكم آلمني أننا كشعب بتنا لا نجرؤ على النظر إلى الأمام.

الرجوع إلى الماضي وإحصاء الإنجازات ليس بالأمر الخطأ. ولكن ما ليس سليماً هو عملية الهروب الجماعية إلى الوراء، التي نقوم بها لعدم قدرتنا على مواجهة آلام الحاضر التي باتت لا تحصى ولا تعد. فعلينا أن نستعين بنجاحات الماضي لكي نتجاوز آلام الحضر بأفكارنا المبدعة.

انكفاء إلى الماضي

نستحضر شريط إنجازات الماضي لأننا عاجزون عن اللحاق بدورة التطور التي سبقتنا في المجتمعات من حولنا. تغيرت طموحاتنا. وانبترت أحلامنا. وبتنا للأسف غير قادرين إلا على النظر إلى الوراء. إنها غريزة البقاء يا شعبي. نريد أن نقنع أنفسنا بأننا قادرون على الإنجاز.

فقدنا تنوع الأحلام وهذا ما يميز إنساناً عن آخر. باتت أحلام الجميع واحدة تتمحور حول كيفية تأمين المأكل والمشرب. بات الحلم بحياة أفضل ترفا ليس بإمكاننا التجرؤ على التفكير به.

الذنب ليس ذنبك يا شعبي

ذكرني هذا الوضع بأمر تفعله وكالة “ناسا” الفضائية سنويًا بهدف التطور. فيأتون بعدد من الشباب لم ينخرطوا بعد في عالم الأعمال. ويؤمنون لهم مكاناً مريحاً ومحفزاً على التفكير والرؤية ويطلبون منهم أن يحلموا. وبفضل هذه الأحلام تمكنت “ناسا” من تقديم أعظم الإنجازات للبشرية.

وهناك العديد من الشركات “الذكية” التي مهمتها فقط “شراء الأحلام والأفكار”. وتبادر الى الاتصال بعدد واسع من “الحالمين” وأصحاب الأفكار التي تحتاج الى رعاية لتصبح أفكاراً منتجة. وتدفع تلك الشركات مبالغ كبيرة في سبيل الوصول الى الأحلام والأفكار المبدعة.

أود أن أقول: “يا شعبي قف وهلم نحلم معاً”! هلم نحلم بأحلام بناءة فبالأحلام تتطور مسيرة الحياة وتبنى المجتمعات وتتقدم. لنتجرأ ونحلم، فالقدرة على الحلم هي آلية يتميز بها الإنسان وتمكنه من التطور وصناعة الإنجازات.

هلموا نستحضر إنجازات الماضي الكبيرة لتحفزنا كي نحلم فالأحلام ميزة الأحياء. وهي قابلة للتحقق… فالقيود لا تدوم، والأوطان باقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *