
الرئيس دونالد ترامب والمرشد علي خامنئي
لماذا تقول أمريكا إن محادثات روما مع إيران أحرزت «تقدماً جيداً جداً»؟
نتنياهو يأكل أصابعه غضباً من مواقف ترامب الأخيرة والتي وضعت له حدوداً كثيرة في الآونة الأخيرة
عواصم – ليبانون بوست:
ماذا عن الصفقة بين طهران وواشنطن… هل فعلاً نحن قريبون من سماع خبر الصفقة السحرية بين طهران وواشنطن فعلاً؟ ففي الوقت الذي يحبس العالم كله أنفاسه بانتظار رؤية دخان أبيض ولو لمرة خلال هذه الأوقات. أعلن مسؤول أمريكي أن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، أجرى أمس السبت مناقشات “مباشرة وغير مباشرة” مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في روما.
وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة اجتماع دبلوماسي خاص، إن الاجتماع الذي عقد في السفارة العمانية أحرز “تقدماً جيداً جداً” في المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي. نجدد: ماذا عن الصفقة بين طهران وواشنطن؟ هل هي قريبة؟
وأن الجانبين اتفقا على عقد جلسة أخرى الأسبوع المقبل. إما ان الإدارة الأمريكية وترامب مستعجلان للوصول الى “صفقة مربحة مع إيران” وإما أنهما يدبران لأمر ما من وراء هذه التصريحات “المتفائلة جداً”.
لقاء السبت مهم
وكان مسؤولون إيرانيون قد صرحوا في وقت سابق بأنه ستكون هناك محادثات فنية في عمان خلال الأيام المقبلة. وأن المبعوث ويتكوف وعراقجي سيلتقيان مجدداً في 26 أبريل/نيس. وأكد عراقجي للتلفزيون الإيراني الرسمي إن “المحادثات جرت في أجواء بناءة. يمكنني القول إنها تمضي قدماً. آمل أن نكون في وضع أفضل بعد المحادثات الفنية”.
ويمكن إيجاز المشهد بما يلي: تفاؤل إيراني حذر مقابل تفاؤل أمريكي كبير. فعراقجي أضاف بواقعية أكثر من الأمريكي: “لقد نجحنا هذه المرة في التوصل إلى فهم أفضل لنوع من المبادئ والأهداف”.
وهناك إشكالية في التصريحات بينهما. فبينما ذكرت واشنطن أن المحادثات شملت مناقشات مباشرة وغير مباشرة، أكد المسؤولون الإيرانيون من جديد وتكراراً أنها كانت غير مباشرة. وذلك على غرار الأسبوع الماضي في العاصمة العمانية مسقط، حيث كان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي يتنقل بينهما في أمكنة وطاولات منفصلة.
وأن تجري المباحثات لمدة 4 ساعات يعني أنها دخلت في التفاصيل والمبادئ وخريطة طريق للمباحثات الشاقة بينهماز وهذا ما أكده التلفزيون الإيراني بواقعية أيضاً وقليل من التفاؤل بوصفه الأجواء بأنها كانت “بناءة”.
“المرجح بات ممكناً”
التصريح العماني جاء من وزير الخارجية البوسعيدي. فقد كتب في منشور على منصة “إكس” أن “هذه المحادثات تكتسب زخماً، والآن حتى ما كان غير مرجّح بات ممكناً”. وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على منصة إكس بأن “الجانبين اتفقا على استئناف المحادثات غير المباشرة على المستوى الفني”.
وأكد أن ذلك “خلال الأيام المقبلة ثم مواصلة المحادثات على مستوى اثنين من كبار المفاوضين السبت المقبل” 26 نيسان/أبريل. وأكدت طهران لاحقًا أن الجولة الثالثة من المحادثات ستُعقد في عُمان.
وتحدثت وكالة تسنيم الايرانية أيضاً عن “أجواء بناءة” إثر انتهاء جولة المحادثات المعقدة بين الجانبين. وأوضت طهران أن “الوفدين موجودان في غرفتين منفصلتين. ويقوم الوزير العماني بنقل الرسائل بينهما”.
ترامب عاد لاعتماد سياسة “الضغوط القصوى” التي انتهجها خلال ولايته الرئاسية الأولى حيال طهران التي انقطعت علاقتها الدبلوماسية مع واشنطن منذ 1980. وذلك بعد وقت قصير على الثورة الإسلامية في إيران.
ففي آذار/مارس، دعا ترامب الحكومة الإيرانية إلى التفاوض على اتفاق جديد، وهدد بقصف إيران إذا فشلت التسوية الدبلوماسية. لكنه عاد الخميس للقول “لست في عجلة من أمري للجوء إلى الخيار العسكري… أعتقد أن إيران ترغب في الحوار”.
عقبات على الطريق
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية السبت على إكس “ندرك أن الطريق لا يخلو من العقبات”. قبل التوصل إلى اتفاق. وتشتبه بلدان غربية تتقدمها الولايات المتحدة. إضافة الى إسرائيل. العدو الإقليمي لطهران، في أن الأخيرة تسعى إلى حيازة سلاح نووي. من جهتها، تنفي طهران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مصمّم لأغراض مدنية.
في كلمة متلفزة السبت، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه “ملتزم بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. لن أتنازل عن ذلك. لن أُفرّط فيه. ولن أتراجع عنه. ولا حتى بمقدار مليمتر واحد”.
من جهتها، رحّبت قطر بـ”التوافق الأميركي الإيراني على الانتقال إلى المرحلة التالية للمباحثات. وصولا لاتفاق ملزم”، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري “دعم دولة قطر الكامل لنهج الدبلوماسية والحوار”. سعياً لحل كافة القضايا العالقة بين البلدين.
القنبلة الإيرانية
وفي مقابلة نشرتها الأربعاء صحيفة لوموند الفرنسية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران “ليست بعيدة” عن امتلاك قنبلة نووية. ودفع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الأميركية، طهران إلى التحرر تدريجيا من القيود المفروضة بموجب الاتفاق.
إيران تخصب حالياً اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 %. وذا الأمر أعلى بكثير من حد 3,67 % المنصوص عليه في الاتفاق. لكنه لا يزال أقل من عتبة 90 % المطلوبة للاستخدام العسكري.
وحضّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الجمعة الدول الأوروبية على اتخاذ “قرار مهم” بشأن ما إذا كانت ستفعّل “آلية الزناد” التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.
خطوط حمر
وتقود إيران في الشرق الأوسط “محور المقاومة” المناهض لإسرائيل والولايات المتحدة والذي يضم تنظيمات أبرزها حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن وفصائل عراقية مسلحة.
وأكدت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الجمعة التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها “مسار تحرك واضحا” لمنع ذلك.
وتصر إيران على أن تقتصر المحادثات على ملفها النووي ورفع العقوبات، معتبرة نفوذها الإقليمي وقدراتها الصاروخية ووقف نشاطاتها النووية بما يشمل الأغراض المدنية “خطوطاً حمراً”.
وحذر عراقجي الجمعة من “تقديم مطالب غير معقولة وغير واقعية” بعدما دعا ويتكوف في مطلع الأسبوع إلى تفكيك تام للبرنامج النووي الإيراني بما فيه الشق المدني. وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية والدفاعية غير مطروحة للنقاش في المحادثات، ومن ضمنها برنامج الصواريخ البالستية الذي يثير مخاوف في العالم.
بالمختصر، سنشهد في الأيام والأسابيع المقبلة انفراجة كبيرة في الملف النووي، اذا سارت الامور بهذا “الشكل المتفائل”. وذلك بحسب التعبير الأمريكي و”على السكة الصحيحة” بحسب الايراني. وبالتالي سنرى ماذا ستكون ردة فعل نتنياهو الذي يأكل أصابعه غضباً من مواقف ترامب الأخيرة والتي وضعت له حدوداً كثيرة في الآونة الأخيرة.