
لندن – ليبانون بوست:
تونس… كباش ثلاثي. ماا زال الخلاف مستفحلاً ومستمراً بين رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد ورئيس الحكومة هشام المشيشي. فيما تصر حركة النهضة على دعم بل تغطية المشيشي وحكومته البتراء. وبات يطلق على الحكومة من قبل الكثير من القادة السياسيين والاحزاب المعارضة وصف “حكومة تصريف الأعمال”.
هنا يتبادر الى الذهن السؤال الذي يفرض نفسه: كيف يمكن لحكومة أن تنتج وتواجه أصعب أيام تونس منذ سقوط رئيسها المزمن زين العابدين بن علي منذ أكثر من 10 سنوات. في وقت يتصارع المشيشي مع الرئيس سعيّد بينما وصلت توقعات التونسيين لنجاح الحكومة الى الحضيض؟
سعيدالغنوشي
لا وقت للانتظار
فالتونسيون لا وقت أمامهم للانتظار والصبر لا اقتصادياً ولا كورونياً ولا سياسياً. يريدون حكومة اليوم قبل الغد تبدأ بمعالجة الملفات الاقتصادية الصعبة. وخاصة خلق فرص عمل للشباب الذين تصل أرقام البطالة بينهم إلى مستويات عالية باتت تهدد منظومة الاستقرار الاجتماعي بشكل جاد ومعالجة ملف كورونا الضاغط. وهو ملف يشل البلاد كما سائر دول العالم. فباعتقاد التونسيين العاديين الحكومة تحتاج الحكومة الى دعم كل مكونات التنوع السياسي الحزبي في تونس في هذه المرحلة. إذ أثبتت الأيام أن حركة النهضة لا تستطيع الحكم وحدها وتحتاج الى رافعة وطنية من كل الطيف السياسي.
وقد يتلخص المشهد التونسي في صرخة القيادي في حزب “التيار الديمقراطي” المعارض، محمد العربي الجلاصي. فقد قال “إن الحكومة الحالية مبتورة وهي مشكّلة من وزراء بالإنابة ورئيس الحكومة هو في الوقت ذاته وزير الداخلية. وهي حكومة معزولة عن واقع التونسيين ما جعلها أقرب إلى أن تكون حكومة تصريف أعمال”. مضيفاً “أن هذه الحكومة ستسقط عاجلاً أم آجلاً وسترحل لا محالة”. وأضاف الجلاصي واصفاً حكومة المشيشي بأنها على مسافة وقطيعة تامة مع مؤسسات الدولة وأهمها رئاسة الجمهورية وان رحيلها أمر مسألة وقت لا غير. معتبراً أن المشيشي تحول الى جنرال أمني “قمعي”. لكن التساؤل الآخر يأتي من التونسيين الى المعارضة وكيف يمكنها تغيير المعادلة؟
تونس… كباش ثلاثي
فالحملة التي تقودها المعارضة لإسقاط راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة لا يبدو أنها قد توصل الى حلول. حيث تقود المعارضة منذ أشهر حملة لإزاحة الغنوشي من رئاسة البرلمان التونسي، معتقدة أن بإزاحته تصل الى سحب البساط من تحت أقدام حكومة المشيشي. وتسعى لضرب الثقة الضعيفة الباقية لها. فقد أعلنت أرقام المعارضة للبرلمانيين الموقّعين على عريضة سحب الثقة من الغنوشي بأنها وصلت الى ما فوق الـ100. فيما تشكك حركة النهضة في الرقم وتدعو المعارضة إلى الشفافية وإعلان اسماء التوقيعات. بينما المشيشي يستبعد الاستقالة.
ختاماً فان “الكباش السياسي” القائم على قاعدة إصرار سعيد على الإجماع الوطني والحوار لإعادة تشكيل الحكومة لتكون منتجة. فيما النهضة تصر على بقاء المشيشي حيث أكد رئيس الحركة أنه لن يسمح بالفراغ الحكومي ويصر على بقاء المشيشي. تبقى مؤسسات البلاد مشلولة بانتظار حل قد لا يكون قريباً فيما التونسيون يواجهون أصعب أزمة اقتصادية حلت عليهم بسبب هذا الكباش الثلاثي.
فهل ننتظر قريباً انفجار الشارع الثائر مجدداً؟ وهل تسقط حكومة المشيشي المشلولة قريباً على يد الشارع والشباب الغاضب؟