
“أنا منفتح للمضي بعمل إنتاحي يعرض علي من قبل الجالية اللبنانية”
لندن – جويس منصور:
المؤلف الموسيقي ومدرب الحياة جاد مهنى، جذبته المعرفة فغاص في غمارها وتعمق بأبعادها. يعرّف عن نفسه بأنه إنسان تجرّأ أن يسأل الحياة عن خباياها. منذ نعومة الأظافر انغمس في عالم الموسيقى، وكبر فيه، وعزف، وألف وأبدع… بعدها اتجه إلى عالم النفس الإنسانية، فتعمق، وغاص في أعماقها، إلى أن صار مدرب حياة همه إيصال من يلتجئ إليه إلى شاطئ الأمان.
حول كل ذلك كان لنا مع جاد مهنى هذا اللقاء:
- المؤلف الموسيقي ومدرب الحياة والكاتب الملهم، والإنسان، سوف نحاول أن نتناول هذه الجوانب الأربعة من شخصيتك الفريدة في هذا الحديث، ولكن بداية أخبرنا كيف تجرد نفسك من الانجراف بتأثير الغيمة المظلمة التي تظلل سماء لبنان حالياً ما مدى إيجابيتك اليوم؟
لم تكن طريق الإيجابية واختيار عيش الحياة بعمقها بالأمر السهل في لبنان. ولدت خلال الحرب الأهلية، وعشت بعدها كل مشاكل لبنان التي تتالت عبر العقود، حيث واجهت كباقي اللبنانيين الذين قرروا البقاء في البلد مشاكل مختلفة. وفي ظل كل هذا لم يكن هناك مكان للإيجابية.
ولكن في خضم الظروف الصعبة، كانت هناك قوة خفية تقودني وأقول الآن هو الله، الذي قادني نحو الموسيقى والعزف على البيانو، والغوص في عالم هذه اللغة العالمية التي لا حدود لها.
وفيما بعد انخرطت في دراسة علم النفس والفلسفة وتدريب الحياة، حيث اكتسبت معرفة كبيرة حول آليات تساعد على البقاء إيجابياً في أصعب الظروف. فأنا أطبق في حياتي الأمور التي أعلمها لغيري، وهذا أمر ليس بالسهل لكنه ممكن بالمثابرة. هكذا أحافظ على المرونة التي تبقيني إيجابيًا.
- جاد مهنى رصيدك الفني تكلل بأكثر من 2000 لحن، من أنماط موسيقية متنوعة، منها الرومنسي، والوطني، وموسيقى إعلانية، وعزف على البيانو …حدثنا من أين تأتي بسحر الألحان هذا، وبتنوع الأنماط الموسيقية التي تقدمها؟ وكيف تستوحي أعمالك، أو من يلهمك موسيقياً؟
لا يمكنني أولاً إلا التنويه والشكر لأمي وموهبتها الموسيقية، والتي كانت بدمها، ونقلتها إلي. ثم إن جذوري الأرمنية – اليونانية ساهمت أيضاً في تشكيلي. فالموهبة الموسيقية كانت مزروعة في داخلي، وصارت تنمو نتيجة لمحيطي وأصولي وتطويري لها. وأذكر من تلك المرحلة كم كنت ألتهم من كتب الموسيقى على أنواعها. مما قادني بعد ذلك إلى التأليف الموسيقي، والبيانو كان آلتي السحرية، فرحت أترجم من خلاله عمق أحاسيسي تجاه المجتمع وتجاه جمالية الحياة.
في البدايات ألهمتني الموسيقى الكلاسيكية كثيراً بأنغامها المرهفة. وتأثرت بريتشارد كلايدرمان، راوول دي بلازيو، ويني، وزياد الرحباني، إلى جانب موسيقى الأغاني القديمة وأفلام ديزني.
ثم توجهت إلى أن أستوحي من لغتي الداخلية، ولحنت أنغاماً موسيقية مختلفة، مبتعداً عن تقليد الآخرين، مقدما أنماطاً موسيقية مختلفة تحمل بصمتي الخاصة ولا تشبه أحداً.
البداية مع شركة إعلانات
- ماذا عن البدايات في حقل التأليف الموسيقي؟
بالصدفة تعرفت إلى مؤلف موسيقي بريطاني مشهور ومحترم في دبي، وقد رأى فيّ قدرة للعمل معه، فقبلت عرضه، وبدأت العمل معه. وأنجزت الكثير من الألحان في تلك المرحلة، ما يقارب الـ3000 لحن، من أنواع وأنماط موسيقية مختلفة، في العالم الإعلاني، وغيرها. وهذا النوع من العمل مضنٍ ويتطلب الكثير من الدقة والتفاصيل والحرفية والالتزام.
ولكن للأسف المؤلف الموسيقي في حقل الإعلانات الدعائية لا يأخذ حقه، ويبقى الجندي المجهول، وشركة الإنتاج هي التي تحصد كل النجاح. لكني اكتشفت هذه الحقيقة متأخراً.
فتركت الحقل الإعلاني وانطلقت بالعمل منفرداً وبتقديم الألحان للعديد من المغنين المشهورين، وللإذاعات والتلفزيون. وطبعاً كان علي مواجهة مشاكل من نوع آخر، للأسف في لبنان تتدخل السياسة في كل شيء وتشوهه، حتى في دعم الفنانين. وأنا فضلت الابتعاد عن هذه الأجواء لأجد طريقاً خاصاً بي.
علاج الضغط النفسي بأبعاد مختلفة
- متابعوك ومحبو موسيقاك وهم عديدون، ماذا نقول لهم اليوم عن حضورك المختلف تمامًا لكن المؤثر جدًا أيضًا، والمقصود جاد مهنى مدرب الحياة، الشاب، الملهم، الرائد؟ هل شحت مصادر الإلهام الموسيقي؟ هل اكتفيت بما قدمته إلى الآن؟ أهي استراحة المحارب؟ أم هي شغف جديد وقدرة مختلفة على الإنتاج؟
هي فعلاً استراحة المحارب لقد اخترت العبارة التي تتطابق مع وضعي الحالي. لكن نبع الالهام لا ينضب أبداً، ولم أكن يوماً غائباً موسيقياً، وأنا عائد قريباً. فأنا حالياً في طور تجهيز ألبوم جديد، ووضع خطة لحملة إعلانية للألبوم. لم أحدد بعد متى الإطلاق… انها مسألة وقت وطبعاً وباء كورونا وأزمة لبنان يعرقلان جميع الأعمال، لكن لا بد للحياة أن تنطلق من جديد.
أما بالنسبة لتوجهي نحو تدريب الحياة فهو خط بدأته منذ العام 2008، ورحت أتعمق به وأدرس، وحصلت على شهادات مختلفة في مجال تدريب الحياة وعلاج الضغط النفسي في أكاديميات أوروبية، اضافة الى شهادات في صحة الغذاء، وفي الطب الطبيعي من الصين والهند. وكان بطبيعة الحال لا بد لي من أن أتوجه إلى تدريب حياة الأشخاص، واتجهت نحو معالجة مشاكل الضغط النفسي وهو حقل أحببته، وأرغب في أن أعطي وأخدم في هذا المجال.
فأنا لم أبتعد يومًا عن الموسيقى، فهي ترافقني في يومياتي، وحتى في علاج الأشخاص من خلال الموسيقى.
- ككاتب مؤثر، ملهم ومحفز، كيف تقدم لنا كتابك “كيف تكسر دورة الإجهاد؟”
ومن يتابع يعرف أن كتابك موجود على Amazon وقد نال شهرة واسعة وحقق نسبة مبيعات جيدة.
حين تعمقت في موضوع الطب البديل Holistic Health اكتشفت أهمية دعم الإنسان وخدمة حياته، والتعاطف مع الإنسان المتألم أمر متجذر في داخلي، فتعمقت أكثر في هذا الموضوع، وأدركت أن الطرق الكلاسيكية المتبعة لعلاج المشاكل النفسية غير كافية، وهي تغفل عن معالجة الإنسان ككل وتكتفي بعلاج النفس البشرية، فيما أسباب الخلل قد تكون جسدية أو روحية…
وعندما قمت بزيارة بلاد الشرق الأدنى الصين وتايلندا والهند، تعرفت إلى تعاطٍ مختلف فيما يخص شفاء الشخص، فقمت بعملية دمج لهذه الطريقة مع طريقتي الغربية. وطبعاً خبرتي الشخصية في مجال التدريب تطورت وأضافت الكثير.
من هنا ولدت فكرة كتابي، وفيه أتحدث عن رحلة الحياة من رحم أمنا إلى الرحم الثاني، وهي تمر بالجسد والنفس والروح، فكرة البحث عن الوجود. وفي الكتاب نصائح وطرق للتخفيف من الألم، حيث إني أضيء على نواحي الخطر من الوقوع في الفخ، وأقدم سبيلاً للحلول العملية.
طريقة الوصول إلى التوازن العاطفي
- تتحدث في كتابك عن كيفية إيجاد التوازن العاطفي في عالم مليء بالإجهاد والصراعات والفوضى…كيف يمكن أن يحدث هذا التوازن؟ هل يمكن فعلاً أن نكسر دورة الإجهاد في حياتنا، وأخبرنا عن الدور الذي تلعبه أنت كمدرب في حياة الأشخاص الذين يختارون التعامل معك، كيف تقودهم ليكسروا دورة الإجهاد في حياتهم؟ وكيف سيؤثر ذلك إيجاباً على حياتهم؟
التوازن العاطفي وأفضّل أن أسميه التناغم هو أمر يمكن الوصول إليه ويمكن صنعه. حين يتمكن الانسان من إدارة الأسس الخمسة في الحياة وهي: الصحة الجسدية، الصحة الذهنية، العلاقات، العمل / الماديات، والحياة الروحية. عندما نتعلم أن ننضج ونعمل على توازن كل جانب من حياتنا، لن نحتاج الى التعامل مع الضغط النفسي.
أما بالنسبة للطريقة: أتعامل مع كل انسان بالأمور التي يتميز بها، وكمعالج أجد نفسي قادراً أن أميز من أين يجب أن أبدأ وأين النقاط التي يجب العمل على علاجها. فأقدم للشخص الطرق والإرشاد، وكيفية التركيز على أمور معينة، فيبدأ تدريجياً بالخروج من “الزواريب الضيقة” وتصبح الحياة بنظره أجمل.
وفي طريقتي أعتمد العلاج من خلال الموسيقى التي أنا ألحن، طبعا إلى جانب طرق علاج أخرى. وطبعا الموسيقى التي أنا ألحن، وهي موسيقى غير تجارية، وتحمل رسالة سلام ومحبة ورحمة. والأشخاص الذين اختبروا هذا العلاج يعودون الي لامسين تحسنا في داخلهم. وهنا ألتمس مدى فعالية الطريقة التي أتبعها.
لبنان في ظل أزمة كورونا
- في ظل ارتفاع نسبة المشاكل العائلية التي سببها انتشار فيروس كورونا في لبنان، من انتحار واكتئاب ومشاكل زوجية، كيف يمكن لأسلوبك التخفيف من تأثيرها على حياة الأشخاص؟ أين تقوم بهذه التدريبات؟ وماذا بالنسبة لفترة التدريب، كم تدوم؟
فعلاً جائحة كورونا أثرت على مستويات الضغط النفسي عالميًا. ماذا نقول بالنسبة الى لبنان الذي كان وما زال يصارع مع حوالي خمس كوارث غير كورونا. وبالتالي هذا يصعّب من مهمة التعامل مع الضغط النفسي.
فأنا أول ما أقوم به هو توجيه نظر الشخص إلى الله، لأنه الملجأ الأول والأخير. ولا يهم خلفية الشخص وإلى أي دين ينتمي، فكلٌ على إيمانه. أما بالنسبة للملحد فألفت انتباهه الى ان عظمة هذا الكون ليست صدفة، وأنه لا بد من خالق مبدع وراءه.
بعدها ننتقل إلى الخطوة الثانية وهي التغذية الذهنية من خلال المعرفة والتمارين، مروراً بالتغذية الجسدية والتوعية على جوانب مختلفة.
عادة ما يحتاج الشخص من 5 إلى 10 جلسات حتى يصل إلى شاطئ الأمان. قد يحتاج البعض الى المزيد من الجلسات، فقد نتجه الى إعطاء وقت أطول بين الجلسة والأخرى. إلى أن يمتلك الشخص أدوات تمكنه من إكمال مسيرته وحده، بوضع نفسي مستقر وصحي.
أنا لا أدعي أني قادر على تغيير الأشخاص بقوتي أنا، لكن ما أقوله إني قادر على قراءة داخل الإنسان واحتياجاته، وتدريبه وإعطائه أداة تخوّله أن يسلك في درب الشفاء من الضغط النفسي.
أما بالنسبة للمكان، فأنا لدي المكتب الخاص بي في لبنان، وأقوم أيضاً بالعلاجات عبر Zoom لمن هم خارج لبنان.
كلفة علاج الضغط النفسي
- نحن متأكدون من فعالية التقنية الشمولية Holistic Technique، التي تتبعها خلال الجلسات، وهي تقنية علمية متبعة حول العالم وترى رواجاً كبيراً .ولكن سؤال يطرح نفسه في ظل الوضع المادي الراهن، هل هذا التدريب مكلف ماديا؟ وماذا نقول للناس الذين يفكرون في أن الوقت غير مناسب الآن ليقوموا بهذا التدريب.
الهدف الأول هو أن يصل الشخص إلى شاطئ الأمان. وأنا استقبل أشخاصاً دفعوا جنى عمرهم عند المعالجين النفسيين، من دون جدوى. وسط الوضع العام الذي يمر به لبنان أنا أشعر مع الناس، ولكني أعتاش أنا وعائلتي من هذا العمل.
وأقول لمن يتساءل إذا كان الوقت مناسباً الآن؟ نعم الآن هو الوقت المناسب للشفاء. إزرع بذار الشفاء الآن وستحصدها في المستقل القريب. الآن يمكنك أن تصبح شخصاً إيجابياً يزرع الأمل في حياة من حوله.
- هل تفكر بانتشار أوسع لمادتك التدرييبة والمقصود من خلال شبكات التواصل الاجتماعي؟ ما الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الشبكات؟
لدي صفحتان على Facebook واحدة لنشر الموسيقى التي أؤلفها وأعزفها، والثانية لنشر أعمالي في التدريب، كفيديوهات قصيرة تقدم حلولاً عملية لمشاكل الضغط النفسي وغيرها.
@ jadmehannaartist work fb
أنا منفتح على أي عمل إنتاجي يعرض علي:
أين تجد نفسك في المستقبل القريب؟ وفي أي حقل قد تتميز أكثر، الموسيقى أم التدريب؟
أجد نفسي في الحقلين، في الموسيقى وفي التدريب. فهدفي في الحياة كان دوماً مساعدة الآخر، وزراعة البسمة والأمل من خلال الموسيقى أو من خلال تدريب الحياة.
وهنالك أيضاً أمور مختلفة تتطور معي، مثل قدرتي على مخاطبة مجموعة من الناس، وقد لبيت عدة دعوات لأكون محاضراً في موضوع معالجة الضغط النفسي، وقد لاقى هذا الأمر تجاوباً كبيراً من الحاضرين الذين ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة، وخاصة الفئة الشبابية الذين أظهروا اهتماماً كبيراً للعلاج من الضغط النفسي.
وأود أن أشير هنا إلى أن الأعمال الكبيرة تحتاج إلى إنتاج، والفرص في لبنان قليلة جداً. فربما يمكن من خلال منبركم أن نصل إلى منتج مستعد أن يدعم مسيرتي. وأنا منفتح كلياً على أي تعاون في المجالين الموسيقي أوالتدريبي، ولأي عمل إنتاجي مناسب يمكن أن يعرض علي.
ويبقى الجانب الشخصي لجاد مهنى، لمن لا يعرف هذا الجانب من حياتك، كيف تقدمه لنا ؟
حياتي تتمحور حول ثلاثة أساسيات:
العمل، الذي أعطيه حيّزاً مهماً من وقتي. ثم يأتي وقت عائلتي الصغيرة زوجتي وابنتي. وحين نكون معاً أشعر بقمة السعادة. أما الثالثة فهي التأليف الموسيقي، والكتابة والتحضير.
سؤال أخير ماذا تقول لشباب لبنان اليوم الذين يشعرون بأن حياتهم تضيع في طيات حاضر مؤلم؟ كيف يمكن عملياً أن يستثمروا وقتهم كي لا يضيع، خاصة أن هذه الفترة لا أحد يعرف كم ستدوم؟
أقول لهم إنها مرحلة وستمضي. وكل إنسان منكم فريد بحد ذاته، ويملك العديد من المواهب. فركزوا على تنمية المواهب فيكم، وتوجهوا لخدمة الإنسانية في أي حقل تتخصصون به.
فالمركز والمال مهمان لكنهما ليسا بأهمية بناء الإنسان.
www.facebook.com/jadmehannaartist
www.facebook.com/stress.coach1
https://www.linkedin.com/in/jad-mhanna-b1170335
Jad Mehanna
JMP productions C.E.O /Owner
Life & Stress Coach/Mentor
Mobile : 00961 71 928805
Lebanon, Beit El chaar, Street B-2000, Building B -2000
Websites
Music Composer www.jadmehanna.com
Life & Stress Coach www.jadmehannacoaching.com
JMP Productions www.jmpmelody.com
Online piano Lesson: http://jadpianissimo.mystrikingly.com/
My Store -Ebooks and
Music Albums http://jadmehannastore.mystrikingly.com/