
لبنان الانجار الاجتماعي الكبير
لندن – ليبانون بوست:
وصلت الأمور في لبنان الى نقطة الدخول الحقيقي في منطقة الخطر الشديد. ولا نبالغ إذا قلنا الانفجار القريب جداً.
فما معنى أن الدولار يساوي 29000 ليرة؟ وماذا يعني أن أغلبية المواطنين والمقيمين في لبنان غير قادرين على شراء مقومات العيش الضرورية؟
فيما الغريب أن كل ذلك يحدث وسط صمت مطبق لدى الطاقم الذي يدّعي إدارة أمور الدولة.
سيناريو الانفجار الكبير
وبات سيناريو خروج كل الفقراء بل كل اللبنانيين الى الشارع قريباً، بل قريباً جداً. حيث معاش الموظف الذي يتقاضى مليون ليرة أصبح يساوي عملياً 130 ألف ليرة الآن بتسعيرة الدولار = 11 ألفاً. وهذا يعني أن المواطن قد يصمد ليومين فقط من معاشه و28 يوماً بلا خبز ولا أي شيء؟ فقد ازدادت حوادث النشل والقتل والسرقات والاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة. وسط غلاء فاحش في الأسعار وغياب مواد أساسية نتيجة المتاجرات بقوت الفقراء.
وأعصاب اللبنانيين مشدودة جداً خاصة بعد أن فقد معظمهم “تحويشة عمره” في البنوك. التي يمتلكها أكبر فاسدي وسارقي أموال الدولة وهي ملك للشعب. ونرى هذه الأيام جيوشاً من الشباب الفاقدين الأمل بوظيفة تستر كرامتهم وعوزهم ولم يبق من أمل أمامهم إلا البحر حيث لا يملكون ثمن تذكرة طيران. وهنا يطرح السؤال كثيراً:
الأميركي – الإيراني؟
هناك العديد من المحللين الذين يربطون الحل في لبنان بما يجري من محاولات لحلحلة الازمة المعقدة بين واشنطن وطهران. وهم مخطئون. وهناك آخرون يقولون ان السعودية لا تريد نجاح حكومة ميقاتي . وبالتالي تراهن السعودية على فشل ميقاتي في الحكومة.
وتراهن أيضاً على أن يأتي رئيس جديد للحكومة ترضى عنه الرياض ويكون وسطاً بينها وبين إيران في حال توصلت طهران الى حل مع واشنطن بخصوص الملف النووي وإعادة إحياء الاتفاق السابق الذي كان بتوقيع الرئيس الأميركي وقتها باراك أوباما. ولكن الى ان تحل عقد الملف النووي بينهما والذي سيأخذ وقتاً طويلاً يكون المواطن اللبناني قد انهار.
الكل سيكون خاسراً
والسياسيون في لبنان يدركون أنه كما يقول المثل “لقد وصل الموس الى اللحية”، والكل سيكون خاسراً، لكن رغم ذلك كل واحد منهم يلوم الآخر. بينما سيناريو الانفجار الاجتماعي الكبير سيحدث وسيسقط رؤوساً كبيرة من رموز الفساد. فالفقراء دائماً هم من يغيرون مجرى التاريخ.
ولكن للأسف يحصلون في النهاية على الفتات… تماماً مثل الشركات التي تبني مجدها بقوت الفقراء والعمال الذين يتقاضون لقمة عيشهم فقط. فيما تتمتع الشركات بمليارات الدولارات من تعب الفقراء وهذا ما حدث في بنوك لبنان التي لم ترحم لقمة عيش الفقراء وهرّبت أموالهم الى الخارج.
فقد قتلوا احلامهم وسرقوا أموالهم وسدوا أبواب الفرج امامهم. ولم يبق إلا أن نسمع ضجيج الشارع بكافة أطيافه وهم يمسكون زمام المبادرة ويهتفون بإسقاط منظومة الفساد كلها.