الدكتور كامل فريد السالك – (كاتب ومحامٍ سوري مقيم في لندن)

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” في الأول من كانون الثاني / ديسمبر 2021، مقالاً مطولاً تحت عنوان ”ما هو معروف – وما زال غير معروف عن اومكرون“. وهو الاسم الذي اطلق على المتحور الجديد لفيروس كورونا. فمن المعلوم أن منظمة الصحة العالمية تتجنب التسبب في الإساءة للمجموعات و الاثنيات الثقافية أو الاجتماعية أو الوطنية أو المهنية أو العرقية. ولهذا فقد عمدت على تسمية المتحورات على فيروس كورونا بالأحرف الإغريقية.

وقد تم الكشف عن المتحور الجديد في جنوب افريقيا في السادس والعشرين من الشهر المنصرم. وتم تحديد حالات الإصابة في 20 دولة حتى الآن. بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وإيطاليا وبلجيكا وهولندا. وعرض المراسل بمكتب الصحة والعلوم في الصحيفة اندرو جاكوب تفاصيل مهمة بشأن المتحور الجديد. الأمر أثار قلق العلماء ومسؤولي الصحة العامة. وذلك بسبب العدد الكبير من الطفرات التي لديها القدرة على جعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال وأقل تأثراً باللقاحات المتوفرة.

تحذير منظمة الصحة العالمية

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن المخاطر العالمية التي يشكلها “عالية جدًا” ، على الرغم من وجود كثير من المعلومات غير اليقينية بهذا الشأن. فلا يوجد حتى الآن دليل قاطع على أن أوميكرون أكثر خطورة من المتغيرات السابقة مثل دلتا، رغم وجود مؤشرات على انتقاله بسرعة أكبر. وعلى النقيض من ذلك، هناك علامات مبكرة على أن أوميكرون قد يسبب مرضًا خفيفًا فقط. لكن هذه الملاحظات استندت أساسًا إلى حالات في جنوب إفريقيا بين الشباب، الذين تقل احتمالية إصابتهم بمرض شديد من كوفيد بشكل عام.

وقد رصد الباحثون في جنوب إفريقيا أكثر من 30 طفرة في بروتين سبايك. وهذا ما يسمح له بالارتباط بالخلايا البشرية والدخول إلى الجسم. ويثير وجود الكثير من الطفرات مخاوف من أن أوميكرون قد يكون قادرًا إلى حد ما من التهرب من الأجسام المضادة التي تتشكل نتيجة الاصابة السابقة بالفيروس أو أخذ اللقاح المضاد للمرض. وتثير هذه الطفرات أيضًا احتمالية التقليل من فعالية علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة .

جرعات معززة

والمرجح أن توفر اللقاحات بعض الحماية ضد أوميكرون. وذلك لأنها تحفز ليس فقط الأجسام المضادة ولكن الخلايا المناعية الأخرى التي تهاجم الخلايا المصابة بالفيروس. ولا تؤدي الطفرات في بروتين السنبلة إلى إضعاف تلك الاستجابة. والتي يعتقد معظم الخبراء أنها مفيدة في منع الأمراض الخطيرة والوفاة. ولذلك يروج بعض خبراء الصحة لجرعات معززة لزيادة مستويات الأجسام المضادة. على أن العلاج بالأجسام المضادة للفيروس قد يكون أقل فعالية ضد المتحور الجديد، وهو مؤشر على أن أدوية الأجسام المضادة أحادية النسيلة الشائعة والمفيدة على نطاق واسع قد تحتاج إلى تحديث إذا انتشر المتغير الجديد بقوة.

عقار جديد فعّال

من جهة أخرى فقد أجازت الوكالة البريطانية لتنظيم الأدوية يوم الأربعاء عقارا يحمل اسم “Xevudy” يعتمد على أجسام مضادة أحادية النسيلة. ويساعد على صد العدوى. ويكبج تكاثر الفيروس وبجيث يصبج غير قادر على التكاثر. فسمحت باستخدام هذا الدواء، على نحو مشروط، بقصره على المرضى الذي لديهم “عامل خطر” واحد على الأقل من العوامل. والتي تجعل الشخص معرضا بشدة لتفاقم الوضع الصحي من جراء الإصابة، مثل العمر والسمنة وأمراض القلب والسكري. وقد أكدت الشركة المصنعة للدواء الجديد أن التجارب السريرية أظهرت أن جرعة واحدة من الجسم المضاد أحادي النسيلة، يعمل على خفض احتمال دخول المستشفى والوفاة بنسبة تسعة وسبعين في المئة، وسط البالغين الأكثر عرضة للخطر، ممن أصيبوا بفيروس كورونا وظهرت عليهم أعراض المرض.

#أوميكرون
#كوفيد-19
#د.كامل_فريد_السالك

https://www.nytimes.com/article/omicron-coronavirus-variant.html?smtyp=cur&smid=li-nytimes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *