
بيروت: عثر على الناشط السياسي والاجتماعي اللبناني لقمان سليم مقتولاً في جنوب لبنان وسليم (58 عاماً) باحث وناشط مدافع عن حقوق الإنسان، وملتزم النشاط الثقافي والسياسي التوعوي حول مواضيع المواطنة والحريات، وناقد في مقالاته وإطلالاته التلفزيونية لحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في لبنان والتي نددت بدورها بقتل لقمان.
وتم العثور على سليم مقتولا بإطلاق نار في رأسه داخل سيارته في العدوسية في جنوب لبنان. وكانت عائلة الناشط والباحث السياسي أبلغت عن اختفائه مساء الأربعاء، مشيرة الى أنه غادر قرية جنوبية وكان يفترض به أن يعود الى بيروت. وتبين أنّ سليم قُتل بخمس رصاصات في الرأس ولم تتمكن الجهات الأمنية بعد من تحديد ظروف الجريمة.ودان “حزب الله” في بيان، “قتل الناشط السياسي لقمان سليم”، وطالب “الأجهزة القضائية والأمنية المختصة بالعمل سريعا على كشف المرتكبين ومعاقبتهم، ومكافحة الجرائم المتنقلة في أكثر من منطقة في لبنان، وما يرافقها من استغلال سياسي واعلامي على حساب الأمن والاستقرار الداخلي”. وكان سليم (58 عاماً) يدير مركز “أمم” للأبحاث والتوثيق في جزء من منزل عائلته في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الأمر الذي كان يُنظر إليه على أنه تحد للحزب .
وأثار اغتياله موجة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحلّ اسمه أولاً على قائمة الهاشتاغ المستخدمة في لبنان. وطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب “الاسراع” في التحقيقات لكشف ملابسات الاغتيال الذي وصفه بأنه “جريمة نكراء”. وكتب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على تويتر قائلاً “لقمان سليم شهيد جديد على درب حرية وديموقراطية لبنان، واغتياله لا ينفصل عن سياق اغتيالات من سبقه” في بلد شهد لفترة بعد العام 2005 موجة اغتيالات طالت شخصيات سياسية أولها رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الذي أدانت محكمة دولية خاصة بلبنان أحد عناصر حزب الله في قضية مقتله. وكتب الحريري “لقمان سليم كان واضحاً أكثر من الجميع ربما في تحديد جهة الخطر على الوطن”.
وعبّر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش عن حزنه “لخسارة لقمان سليم المأسوية”، ووصفه بأنه “الناشط المحترم” و”الصوت المستقل والصادق”. ودانت فرنسا الخميس “بأشدّ العبارات” الاغتيال “الشنيع” لسليم، مطالبةً “بتوضيح الحقائق” المرتبطة بقتله. وشجبت أيضاً السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي وليامز في بيان “هجوماً جباناً على الديموقراطية وحرية التعبير”. وكان سفراء فرنسا وسويسرا والاتحاد الأوروبي أعربوا عن “حزنهم العميق” و”صدمتهم” إزاء الاغتيال.