لندن – حسان حرب:

الرابح والخاسر من تطورات الأردن الأخير… و4 رسائل؟ نتناول في هذا التحليل السريع والمكثف عصارة الاحداث في الاردن. فقد قصد الملك عبد الله الثاني ارسال رسائل استباقية مؤلمة الى معارضيه وخصوصاً أخاه غير الشقيق الأمير حمزة مستهدفاً أموراً عدة نوجزها بأربع رسائل:

4 رسائل

1- محاولة تشويه وكسر معنويات الأمير حمزة من خلال الايحاء لقاعدته الشعبية والعشائرية تحديداً التي تدعم الامير حمزة بأنه يتآمر على المملكة والملك والتشكيك بوطنيته. وكذلك رسالة الى الملكة نور بأن أحلامها لمستقبل ابنها حمزة صعبة المنال.

2- الايحاء للمكون الفلسطيني العريض والمؤثر جداً في الاردن أن الملك يتعرض الى مؤامرة بسبب مواقفه الداعمة للحق الفلسطيني. وان لا امكانية للتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني بأرضه ومقدساته. وأنه يتعرض لضغوط هائلة بسبب هذه القضية المبدئية بالنسبة له.

3- رسائل باتجاه واشنطن بقصد استجلاب مزيد من الدعم والايحاء بأنه يتعرض لمؤامرة من الداخل.

4- البعث بورقة ضغط باتجاه الخليج وخصوصاً السعودية والامارات على أساس أنه يعرف الاوراق التي تلعب بها هذه الدول داخل مملكته وبأنه يستطيع كشف الاوراق وبالتالي أسرعت السعودية لتقديم دعم للملك ولو شكلياً بقصد التغطية على رجلها الاول هناك باسم عوض الله وعدم كشف معلومات ثمينة يمتلكها عن محمد بن سلمان.

هل نجح الملك؟

This image has an empty alt attribute; its file name is الامير-الحسن-حمزة-390x205-1.jpg
الاميران حسن بن طلال وابن اخيه حمزة الحسين

والسؤال هل نجح الملك؟ هكذا أوصل الامير حمزة رسائله ليس الشعبوية ولكن الشعبية. ومرر مل يجول بفكره: هناك فساد على كل المستويات. وقال: هناك فقر ومعاناة وهناك بطش وقمع وحريات مقيدة. والقارئ ممكن أن يستنتج من كان الرابح والخاسر من تطورات الأردن… ومن خلال الرسائل ال4؟

 وبحكمته أوصل الرسائل وعاد واحترم الأصول الملكية تحت قيادة أخيه لأنه يعرف الأصول الملكية جيداً وقد شربها من مثله الأعلى الذي يشبهه أبيه الملك الراحل الحسين بن طلال الذي عينه ولياً لعهد عبد الله بن الحسين. ولكنه لا يقبل قمع صوته واحترم أخاه الملك وعمه الامير الحكيم حسن بن طلال. وبذلك زادت شعبيته وأوصل صوت الناس المقهورين والمعانين من الازمة الاقتصادية الخانقة.

لذا يمكن الاستنتاج وبالعكس تماماً لما هدف له الملك: فبدل كسر الأمير حمزة بيّن تسلسل الأحداث والتحليلات ومنطق التطورات والردود أن أسهم الأمير حمزة ارتفعت، وليس هو فحسب بل الملكة نور أمه أيضاً عادت إلى المشهد الاردني من جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *