
لندن – جويس منصور:
شهدت جزيرة آيسلاندا الأوروبية في الأيام القليلة الماضية ثوران بركان جديد يبعد مسافة أربعين كيلومتراً عن العاصمة ريكافيك. وقد ظهر هذا البركان بعد أربعة أسابيع من الرعب المتواصل، إثر حدوث 50 ألف هزة أرضية. أي ما بين 1500 و 2000 هزة في اليوم الواحد، بمعدل أربع درجات على مقياس رختر.
وقد كانت هذه الأسابيع الطويلة مرعبة ومزعجة للغاية بالنسبة للأيسلنديين، لأن الهزات الأرضية لم تهدأ لا ليلاُ ولا نهاراُ. ولم يكن الوضع سهلا لأنهم لم يشهدوا على أي هزة أرضية منذ أكثر من خمسة سنوات.
“البركان الطفل” غير المتوقع
وبعد كل هذه الهزات، كان متوقعاً ثوران بركان في مكان ما على الجزيرة، التي تحتوي على أكثر من مئة بركان هامد، ورجّح علماء الزلازل والبراكين بعد دراسة اتجاه وقوة وتحول الهزات أنّ البركان قد لا يكون بعيداً عن ريكافيك العاصمة، لكنهم لم يتوقعوا ان يولد هذا البركان الجديد، وقد اطلقوا عليه تسمية Baby volcano
ومنطفة “البركان الطفل” القريبة من العاصمة، لم تشهد ثوران أي بركان منذ أكثر من تسعمائة سنة، أي منذ القرن العاشر ميلادي. وقد أعلن مركز الأرصاد الجوية خبر الثوران، ليلة الجمعة مساء في 19 آذار 2021، لدى رصدهم دخاناً أحمر متصاعداً من فوهة البركان، وفي صباح اليوم التالي راحت الحممم البركانية تتدفق من الفوهة نحو الأرض. وقد زُرعت كامرات رصد متعددة في المنطقة لمراقبة الحدث أوّلاً بأوّل، ونشر رابط رسمي للمشاهد الحية لبركان آيسلاندا الطفل www.instagram.com/iuriebelegurschi.
الآيسلانديون وشواء النقانق على الحمم البركانية

ومنذ اليوم الأول للثوران البركاني، وبعد أن أعلن مركز الأرصاد الجوي عن الحدث، ورغم تحذيرات السلطات الرسمية، لم يتردد الآيسلانديون عن ركوب سياراتهم متوجهين إلى منطقة البركان الحديث الولادة. وذلك ليشاهدوا هذه الظاهرة الطبيعية الرائعة عن قرب، ويأخذوا الصور التذكارية والفيديوهات الى جانبها. ويستفيد البعض منهم من تدفق الحمم البركانية، في شوي النقانق Hot Dog عليها. فهم لن يتمكنوا في كل يوم من التلذذ وتذوق النقانق المشوية على الحمم البركانية، التي تضيف طعماً خاصاً جداً على النكهة.
بركان 2010
والمعروف عن آيسلاندا أنّها منطقة نشطة بركانياً، وفيها أكثر من 139 بركاناً معظمهم نائم. يذكر أنّ آخر ثوران بركاني حصل في آيسلاندا في شهر نيسان 2010. وقد حدث على نطاق واسع وعرقل حركة الطيران من وإلى بلاد غرب أوروبا وشمالها، لأيام عدة. ويعود ذلك الى تشكل غيمة عملاقة من الغبار البركاني، مع أن حجم البركان لم يكن كبيراً. وقد استمرّ ثوران ذاك البركان لغاية شهر تشرين الأول 2010، حين أعلن رسمياً عن توقف نشاطه.