
بيروت... تشييع جثمان قائد عسكري بـحزب الله قُتل في سوريا
لندن – “ليبانون بوست”:
استبق العديد من القوى والموتورين صيرورة المستقبل وما ستحمله الأيام المقبلة من وضع جديد لحزب الله سيفاجئ الجميع، بل سيصدم العديد من الحاقدين عليه، من حيث دلالاته وصورته المستقبلية وعمله المقبل في الميدان والسياسة.
من المعروف ان الاحداث الدراماتيكية والتاريخية لا تنتج مشهداً فورياً وتوزيعاً حقيقياً للقوى الجديدة واللاعبين الأقوياء، فالمشهد يحتاج الى إلى أن تهدأ العواصف وينجلي الغبار لتبدو الصورة جلية.
نتائج الحرب
لنبدأ بملخص سريع جداً لما جرى لحزب الله خلال الحرب الطاحنة مع العدو الإسرائيلي. فحسب المحللين والمراقبين خسر جزءاً كبيراً من قدراته الصاروخية وخاصة البالستية (ولن نخوض في تفاصيل ذلك). ودمرت عشرات المنصات والمنشآت التي بناها الحزب لتساعده في حماية قواته امام العدو وخسر آلاف الشهداء من خيرة قادته ومقاتليه الأشداء وفي مقدمهم الأمين العام السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وقيادات الصف الأول والثاني. لكن الحزب أعاد بناء القيادة من جديد ورمم الكسور ونهض من جديد.
لتبقى 3 عناصر قوة بيد الحزب: الحاضنة الشعبية القوية التي ما زالت تقف الى جانبه على السراء والضراء والدعم الإيراني الذي ما زال قوياً رغم كل نظريات المؤامرة التي تكتب حول ذلك عن “تخلي ايران عن الحزب”. والعنصر الأقوى مقاومته للاحتلال التي يحتاجها لبنان كله وخاصة مع بقاء الاحتلال في الجنوب.
المقاومة الوطنية
قد يقول أعداء الحزب “لكنه بلا أنياب ولا عتاد ولا صواريخ”. ولكن من قال أن الانياب والعتاد والصواريخ هي قوة الحزب الأولى. انها في عقيدة الحزب تفاصيل يسهل الحصول عليها فبقاء الحزب بعقيدته الحديدية هو الأساس والأيام ستكشف ذلك.
وقد يقول آخرون “لكنه لن يستطيع أن يقوم بعمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي من الآن فصاعداً”. ونسوا ان مشهد العمليات المقبلة ستتغير سياقاتها وطريقتها وفاعلوها وأسماؤهم. فقد نشهد عمليات نوعية جريئة تحت مسمى فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية. هذه المقاومة الجديدة التي قد تضم كل الاطياف المقاتلة المؤمنة بأن إسرائيل شر مطلق ومحتل غاصب يجب دحرها.
رهان واهم على خسارة الحزب
أما الرهان على خسارة “حزب الله” للانتخابات في العام المقبل فهي غير مبنية على وقائع، إذ إن الحزب لديه قاعدة شعبية واسعة جداً بحسب مراقبين محايدين، وهي الآن ملتفة حوله ولن تسمح بالانقضاض عليه أو الاقتصاص منه. وتعزز هذا أكثر بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وبروز “خطاب الخسارة”. وقد يكون رد الحزب القوي “انتخابياً” وليس في الشارع.
علاقة استراتيجية وعقائدية مع إيران
وتبقى علاقة حزب الله استراتيجية وإيديولوجية وعقائدية مع إيران التي لا يمكن أن تتخلى عن المقاومة. وخاصة بعدما خسرت ورقتها في سوريا وبقي الحزب الورقة الأقوى لديها.
وكشف أحد المحللين اللبنانيين أن إيران بعد خسارتها لسوريا إبان سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، تعملُ بكل جهد وبإمكانياتها كافة لتركيز الدعم لـ”حزب الله” في لبنان وزيادة التدريب والتمويل والتسليح.
وأضاف: “الدعم سيستمر وإيران هي التي تدفع ثمن القضية الفلسطينية من خلال ضغط غربي وعقوبات وغيره.
أما ماذا عن ركيزة “المواجهة” بعدما طرحت تساؤلات عن مدى قدرته على شن هجمات صاروخية جديدة أو قتالية ضد الجيش الإسرائيلي. فعلى الرغم من أن هناك ضربات موجعة تلقاها الحزب تتمثل بإنهاك بناه القيادية والقتالية والاستخباراتية فان قدراته شمال الليطاني ما زالت بكل جاهزيتها.
ويبقى التحدي الأكبر كيف تعيد الثقة الى الجنوبيين جنوب الليطاني وخصوصاً المدمرة بيوتهم بالكامل على الصفوف الامامية مقابل قوات الاحتلال.
تحدي اعادة الاعمار
ويعد تحدي اعادة الاعمار الاول للمقاومة خاصة ان اسرائيل وامريكا والغرب يعمل ليل نها على منع الاموال من الوصول الى الحزب لمساعدة الجنوبيين. وتلك الدول مدعومة بقوى وشخصيات لبنانية وأحزاب كذلك. وكل همها كي تظهر الحزب عاجزاً عن الايفاء بوعده باعادة الاعمار مراهنين “على تحريض البئة الحاضنة ضد الحزب. وبذلك يخسر قوته الأولى التي تحميه”.
المستقبل مليء بالمفاجآت. وإحدى تلك المفاجآت سيكون أحد ابناء الشهيد الأول نصر الله. أما القادة الكبار المقبلون فهم جاهزون. وقريباً وبقوة ودفع كبيرين.