لندن – جويس منصور:
بين اذار ونيسان من كل عام يتحول الجبل الأخضر في سلطنة عمان الى واحات وردية اللون. و الجبل الأخضر هو هضبة كبيرة على ارتفاع 2,000 متر فوق مستوى سطح البحر.
ومع حلول فصل الربيع تتفتح الورود وتتحول المرتفعات الخضراء إلى مسطحات وردية، يعبق منها أريج الورد الجوري، معلناً بدء موسم حصاد الورد، الذي يحوله المزارعون إلى ماء الورد الذي تشتهر به السلطنة.
وشجر الورد الجوري أو الجبلي هي من أقدم أنواع النباتات في الجبل الأخضر. وتعتبر هذه الزراعة من كنوز الجبل الأخضر ومن أهم مصادر رزق سكانها الذين امتهنوا سرّ تقطير الورود واستخراج مائه الزكي والعذب.
عملية القطف
خلال هذا الموسم، تعج حقول الورد بالحركة إذ ينهض المزارعون في الصباح الباكر لقطف الورد الجوري قبل أن يذبل ويتأثر بأشعة الشمس. ويتم جمع الحصاد الطازج في سلل تنقل إلى مناطق الاستخراج التقليدية التي تحتوي على أفران الطين التقليدية لاستخراج ماء الورد.
وتبدأ عملية استخراج ماء الورد بالتقطير بتلات الورد الطازجة في الأفران حتى تجهز، ثم يسكب ماء الورد المدخن في زجاجات وتؤخذ للبيع. وسعرها ثلاث مرات أكثر من سعر ماء الورد المصنع في معامل تجارية.
فوائد ماء الورد
فوائد ماء الورد الجبلي كثيرة ويمكن استخدامه في الأغراض الطبية والطهي وفي المناسبات والاحتفالات، وفي صناعة العطور.
وتعد صناعة ماء الورد حرفة تقليدية التصقت بأهالي الجبل الأخضر منذ مئات السنين، حيث بات يعرف ماء ورد الجبل الأخضر بجودته ودقة صنعه، نظرا لاتّباع الأسلوب التقليدي الذي يعتبره مزاولو هذه المهنة السرّ وراء الجودة والانتشار الكثيف لهذا المنتج.
وعدد أشجار الورد التي يتم استخلاص ماء الورد الجبلي منها تقدر بحوالي خمسة آلاف شجرة موزعة على مساحة الجبل. ويصل مردودها الاقتصادي إلى حوالي 280 ألف ريال عماني في الموسم الواحد.
يذكر أن سلطنة عمان معروف عنها غناها بالمحميات الطبيعية والمناظر الخلابة التي تجتذب آلاف السياح يومياً. ومعروف عن أهلها حسن الضيافة والكرم. وكذلك معروف عنهم دفء العلاقات الاجتماعية والتكاتف من أجل الصالح العام.