
حنين السبعلي طرحت فكرة جميلة ولفتنا مقالها المنشور في
https://www.diasporaon.com/news/47161 حيث تدعو الى رابط عمل واخوة بين الوطن والاغتراب والشركات اللبنانية في الخارج التي تستطيع ان توظف لبنانيين يعملون عبر الانترنت من لبنان وهذه فكرة تستحق الدراسة.
حنين السبعلي:
كورونا… فيروس تاجي استطاع أن يبعد الناس عن بعضهم البعض، اوقف الأعمال، شلّ الحياة الاجتماعية وضرب الأوضاع الاقتصادية. ولمواجهة هذه الجائحة لم يكن هناك حلّ آخر غير اللجوء الى منهجية العمل عن بعد او”WORK REMOTELY”، أي أن يحوّل الناس منازلهم الى أماكن عمل ويتواصلوا بين بعضهم البعض عن بعد لانجاز اعمالهم.
والعمل عن بعد كان من افضل الحلول التي اتخذتها الشركات العالمية لكي تبقى صامدة بوجه هذا الوضع الاقتصادي. كثيرٌ من اللبنانيين الذين هاجروا من سنين عدّة الى بلاد الاغتراب، استطاعوا أن يؤسسوا مستقبلاً مزدهراً حتّى أصبح لديهم شركات خاصة بهم يستثمرون بها.
وفي ظل هذه الاوضاع، كان لابد من استخدام هذا النمط للصمود بوجه هذه الجائحة. وما هو معلوم ان صاحب العمل اللبناني في بلاد الاغتراب يتعامل بالعملة الصعبة او الدولار او على الاقل بعملات قوية كاليورو وغيرها، وبالتالي يستطيع ان يُفيد من خلاله عائلته في لبنان التي تمرّ بأوضاع اقتصادية مزرية.
فهل يستطيع رجال الاعمال في الاغتراب أن يستفيدوا من الطاقات الشبابية اللبنانية وبنفس الوقت افادتهم بالعملة الصعبة؟
يعاني الشباب اللبناني من شحّ كبير بالوظائف في لبنان، اي ان فرص العمل باتت حملا كبيرا وثقيلا على أكتافهم، خصوصا ان من يعمل منهم يتقاضى اجره بالليرة اللبنانية على سعر الصرف الرسمي، حاولوا مرارا وتكرارا أن يبحثوا عن عمل لاخراجهم من هذا الوضع المرير، ولكن كل تلك المحاولات لم تنجح حيث أن الوضع في لبنان لا يسمح بتوظيف يد عاملة وبالأخص في هذه الظروف، معظم الشركات بدأت تقفل ابوابها.
وبسبب قلّة الوظائف في لبنان، وفي ظل العمل عن بعد، لما لا يقوم رجال الأعمال بالاغتراب بتقديم فرص عمل للشباب اللبناني من خلال تطبيق هذا البرنامج حيث يقومون بتسليمهم مشاريع من الخارج الى لبنان؟
ومن جهّة تقاضي الأجر، يمكن للشركة اللبنانية المتمركزة خارجا ان تحوّل الاموال للشباب كما يحوّل المغترب لعائلته. اذا اخذنا مثلا ان الاجنبي يتقاضى 1000$ في الشهر هناك مع مواصلات وغيرها، يمكن ان يكون الراتب للشباب اللبناني أقل نظرا لوجوده في المنزل ولكن ان يكون عادلا. مثلا ان يتمّ حسم قيمة التنقل أو بحد اقصى ان يتمّ حسم حوالي 30 بالمئة من الراتب، فيتمّ ارسال 700$ للبناني الذي يعمل عن بعد في وطنه، ويتقاضى عملة صعبة تمكّنه من تحسين اوضاعه والاستمرار في البلاد.
وبهذه الطريقة يكون المغترب قد استفاد من خبرات الادمغة اللبنانية وساعدهم لتخطي الازمة في آن واحد.
السلطة الحاكمة في لبنان تعيش في غيبوبة مزمنة، والشعب اللبناني بات يعاني من ضيقة مالية كبيرة، ولطالما عُرف اللبناني أنّه لا يترك اخاه اللبناني… فهل يستطع المغترب أن يكون السند الأول والأخير الذي يحتاج اليه الوطن في هذه الاوضاع؟