لندن – “ليبانون بوست”:
يبدو الحديث اليوم عن دخول تركيا في وحول الحرب اليمنية أقرب من أي وقت مضى. وبات السؤال يطرح بقوة: هل نشهد طائرات درون تركية الصنع تقصف بمعية “حلفائها السعوديين قريباً في اليمن؟ على الرغم من تأكيدات يمنية ومراصد إخبارية مشاركة فعلية لتركيا في الحرب اليمنية.
فبعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، إنهاء دعم العمليات العسكرية السعودية في اليمن. وحتى تبادل المعلومات الاستخبارية وتقديم المشورة للقوات السعودية. ازدادت الأخبار عن توقعات بتقارب سعودي – تركي للتعاون الحربي والاستخباراتي في اليمن والوقوف معاً في وجه إيران في المنطقة. ويأتي ذلك بينما نشهد ارتفاع أصوات مسؤولين في السعودية وتركيا تدعو للتقارب بين البلدين.
تقارب مصري – تركي
وليس بعيداً عن هذا السيناريو الأخبار التي تتوارد عن التقارب المصري – التركي وتغليب اللغة “الحميمة” بينهما هذه الأيام. ومعروف عن السعوديين أنهم إذا أرادوا تغييراً في السياسة في المنطقة يدفعون حلفاءهم أولاً لذلك. كما فعلوا حديثاً في التقارب بين البحرين والإمارات (الحليفتين للسعودية) من جهة مع إسرائيل من جهة أخرى.
فالأخبار عن حضور صناعي حربي تركي في اليمن لا يبدو جديداً فقد أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، نهاية 2020 الماضي “تجنيد الاستخبارات التركية مرتزقة في شمال سوريا لإرسالهم إلى اليمن”. وقد أكدت عدة مواقع موثوقة مشاركة مسيّرات تركية في عمليات الاستهداف التي تقوم بها السعودية ضد الحوثيين والمدنيين في اليمن. يأتي هذا السياق من التحليل بينما كانت السعودية قد وقعت في 2020 عقداً مع شركة “فيستل” التركية للصناعات الحربية بمئتي مليون دولار، وذلك في مشروع مشترك لإنتاج طائرات مسيرة من طراز “كاريال”.
تأكيد يمني للتقارب
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أكد في تغريدة على “تويتر” أن الدفاعات الجوية تمكنت “من إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة من نوع “كاريال” تركية الصنع تابعة لسلاح الجو السعودي أثناء قيامها بمهام عدائية في أجواء منطقة المرازيق في محافظة الجوف”. وما يؤكد التوجه التركي الجديد ما أعلنه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الجمعة، عن استعداد بلاده “لاتخاذ خطوة حيال تحسين العلاقات مع السعوديّة في حال اتخذت خطوة إيجابيّة”.
إذاً تقارب تركي – مصري بالتوازي مع تقارب تركي – سعودي بؤذن بمرحلة جديدة وتبدل دراماتيكي في المشهد الحربي والسياسي في المنطقة.
أسئلة تطرح نفسها
والسؤال الذي يطرح، ماذا عن الموقفين الروسي والايراني من ذلك. خصوصاً وقد شهدنا زيارات مكوكية لوزير الخارجية لافروف ولقاءاته “الحميمة” مع مسؤولين كبار في دول الخليج؟
والسؤال الأهم يبقى: هل بايدن يقف بعيداً عن التبدلات الدراماتيكية في المنطقة. أم أته يدفع بذلك المنحى من التوجه التركي – السعودي لزيادة الضغط على إيران. ومحاولة لي ذراعها وجلبها الى طاولة المفاوضات النووية؟
الأيام القليلة المقبلة كفيلة بتظهير الصورة النهائية للمشهد المتبدل. مع اعتقاد العديد من المحللين أن التقارب التركي – السعودية أصبح واقعاً ملموساً. والحديث دائماً يجري حول محاولات “إنزال السعودي العالق عن الشجرة في اليمن”.