
تحليل إخباري*
أعلنت الجمهورية الاسلامية بدء انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. والجزء الثاني من الخبر ان العملية جرت في موقع نطنز. والجزءان بذات الاهمية. يحملان رسالة الى من يعنيهم الامر، سواء في مجموعة 4 +1 او في واشنطن والكيان الصهيوني، تتضمن 3 مؤشرات اساسية.
3 مؤشرات
- الأول أن اعمال التخريب التي تمرست بها العصابات الصهيونية، باتت عاجزة عن ايقاف المشروع النووي الايراني، ووقف عجلة وارادة التقدم والتطور في هذا المجال. وان الاستعراضات البهلوانية الصهيونية التي اثلجت صدور بعض العملاء والعاجزين، غير صالحة للبناء عليها في الحسابات الاستراتيجية.
وها هو مفاعل نطنز وليس غيره الذي تعرض لعملية التخريب الصهيونية، يواصل العمل وبكفاءته الكاملة. وأن الرواية الصهيونية، عن تعطيل المفاعل. والمراهنة الاسرائيلية والاميركية، على ايجاد بديل امني للضغط على ايران بالارهاب والتخريب بعد فشل الحصار والعقوبات، مراهنة فاشلة وصبيانية.
- الثاني ان الطريق الوحيد للعودة الى الاتفاق النووي الذي ارتضته ايران ووقع عليه العالم كله، هو بالعودة الى الاتفاق ذاته بلا زيادة ولا نقصان. وأن والمناورات الاميركية الصهيونية، لاضافة عناصر تخدم امن الكيان الصهيوني، وتعزز هيمنته الاقليمية، لن تجدي نفعا وقد باتت مكشوفة ولا سبيل لارغام ايران عليها.
واذا استمرت الادارة الاميركية على نهج التحايل والخداع، فانها تخدع نفسها وحلفاءها، فالقيادة في ايران تفهم اللغة الغربية تماما وتدرك اهداف الغرب بوضوح تام، ومن المحزن لهم ان هذا الغرب لا يزال يجهل ايران او ربما هو عاجز عن الخروج من ذهنيته الاستعمارية المتكلسة، والضغوط الصهيونية.
- المؤشر الثالث للاعلان الايراني، ان العالم تغير وان القرارات المتعلقة بشؤون المنطقة لم تعد تطبخ في الغرف المغلقة، لتقاسم النفوذ وتحديد مسارات الشعوب وخياراتها ومستقبلها. بل ان محور المقاومة بقيادة الجمهورية الاسلامية صار شريكا فاعلا في القرار الدولي وصاحب قرار مستقل في شؤونه الداخلية.
لم يعد اللاعب الوحيد
وعلى الغرب المتصهين ان يدرك انه لم يعد اللاعب الوحيد في المنطقة. وان عليه ان يتعامل مع ايران باعتبارها دولة نووية بقدراتها الذاتية. وانه لم يعد يملك وسيلة الضغط لترهيبها. كما لا يملك الاداة المحلية الفاعلة لتخريبها من الداخل. وان عملياته الارهابية تبقى مجرد ارهاب لا يعطل المسيرة ولا يحرف القرار.
*الكاتب والمحلل السياسي يحيا حرب